responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 17
إنّ الملائكة أجسام لطاف، وليسوا من لحم ودم وعظام كما خُلِقَ البشر من هذه الأشياء..)([23]).

وذكر الفخر الرازي إلى جانب هذا القول أقوالاً أخرى منها:

أولاً: (أنّ الملائكة هي الحقيقة في هذه الكواكب الموصوفة بالإسعاد والإنحاس، فإنها بزعمهم - أي القائلين بهذا القول - أحياء ناطقة، وأنّ المسعدات منها ملائكة الرحمة والمنحسات منها ملائكة العذاب)، ونسب هذا القول إلى طوائف من عبدة الأوثان.

ثانياً: (قول معظم المجوس والثنوية، وهو أنّ هذا العالم مركّب من أصلين أزليين وهما النور والظلمة، وهما في الحقيقة جوهران شفّافان مختاران قادران متضادا النفس والصورة مختلفا الفعل والتدبير.. ثم إنّ جوهر النور لم يزل يولّد الأولياء وهم الملائكة لا على سبيل التناكح بل على سبيل تولد الحكمة من الحكيم، والضوء من المضيء، وجوهر الظلمة لم يزل يولّد الأعداء وهم الشياطين على سبيل تولد السفه من السفيه..)([24]).

وهذه الأقوال لا قيمة لها ولا دليل عليها كما هو واضح، وأما قول الفلاسفة بتجرد الملائكة فهو ردٌّ لظاهر الآيات الكريمة والروايات المتواترة، التي تتحدث عن الملائكة على أنها أجسام لا على أنها رموز أو معانٍ أو قوى، قال العلامة المجلسي قدس سره: (والقول بتجرّدهم وتأويلهم بالعقول


[23] شرح نهج البلاغة: 6/432.

[24] تفسير الرازي: مج1 ج2/160.

نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست