وثانياً: الحديث
عن عالم الملائكة واتساعه وعظمة هذه المخلوقات هو دافع للإنسان حتى يتعرّف ويدرك
مدى قدرة الله وعظمته، ويتضح هذا من خلال ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام
حينما سُئِلَ عن قدرة الله عز وجل فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:
إن لله (تبارك وتعالى) ملائكة لو أنّ ملكاً
منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظم خَلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كُلِّفت الجن و
الإنس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحُسْن تركيب صورته، وكيفَ يُوصف مِنْ
ملائكته مَنْ سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة أذنيه، ومنهم مَنْ يسدُّ الأفق
بجناحٍ من أجنحته دون عِظم بدنه، ومنهم مَن السماوات إلى حُجزته، ومنهم مَنْ قدمهُ
على غير قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبته، ومنهم مَن لو أُلقي في
إبهامه جميع المياه لوسِعتها، ومنهم مَن لو أُلقيت السُّفن