أنَّ
كلّ موجود سوى الواجب ممكن, وأنَّ كلّ ممكن محدث, فكلّ
ما سوى الواجب من الموجودات محدث بالحدوث الزماني, وهو المطلوب.
إعلم أنَّ الحدوث: عبارة عن مسبوقية وجود
الشيء, أو عن وجوده المسبوق([330]). فلا يعقل إلّا بأمرٍ سابق على الحادث, فذلك
الأمر السابق, أمّا عدمه الذي يمتنع اجتماعه مع اللاحق, وهو الحدوث الزماني,
وبإزائه القديم الزماني([331]), وأمّا أمر آخر يمكن اجتماعه مع الحادث, وهو
العلّة, فذلك يسمّى حدوثاً ذاتياً([332]), وهو شامل للممكنات بأسرها اتفاقاً؛ لأنَّ
كلّ ممكن مسبوق بعلّته
[330] اُنظر: كشف المراد للعلّامة الحلّي:40ـ43/المقصد الأول, الفصل الأول,
المسألة 33 في القدم والحدوث.
[331]
القديم الزماني: هو الذي لا يسبق عدمه وجوده سبقاً زمانياً. إشراق اللاهوت
للعبيدلي:162, المقصد الرابع, المسألة الثالثة, في قسمة الوجود بين القديم
والحادث.
[332]
قال المقداد السيوري: وهو كون الوجود مسبوقاً بالغير, وهو لا ينافي القدم الزماني,
وبيانه: إنَّ الممكن لـمّا لم يكن وجوده من ذاته بل من غيره, فكان ـ بالنظر إلى
ذاته ـ لا يستحقّ الوجود, وإنّما يحصل له الوجود بالسبب المغاير لذاته, فيكون عدم
استحقاق الوجود حاصلاً له من ذاته, واستحقاق الوجود حاصلاً له من غيره, وما بالذات
أسبق ممّا بالغير, فيكون عدم استحقاق الوجود سابقاً على الوجود المعني بالحدوث
الذاتي. الأنوار الجلالية:73, الفصل الأول, التوحيد.
والحدوث الذاتي: هو
الذي يكون فيه الوجود متأخراً عن العدم بالذات. كشف المراد للعلّامة الحلّي:43,
المقصد الأول, الفصل الأول, المسألة 33 في القِدَم والحدوث.