سبقاً يجامع فيه السابق اللاحق, والقديم
الذاتي مختصّ بالواجب تعالى. فالمتكلّمون على أنَّ جميع الممكنات حادثة حدوثاً
زمانياً, والحكماء([333]) على أنّها كلّها حادثة حدوثاً ذاتياً؛
لاحتياجها إلى العلّة, وبعضها قديمة زماناً, كما فصّلناه لك.
قالوا: المبدأ الأول, موجَب مفيض لوجود الحادث اليومي([334]) على مادّة قديمة([335]), بواسطة استعدادات متعاقبة, مستفادة([336]) ومستندة إلى الحركة الفلكية السرمدية, وهي([337]) واسطة بين عالمي القِدَم والحدوث, فإنّها
باعتبار استمرارها جاز إسنادها إلى القديم, وباعتبار تجدّدها صارت واسطة في صدور
الحوادث عن المبدأ القديم, وإلى هذا يشير المصنِّف بقوله: واستحالة
الحوادث([338])لا
إلى أول ـ كما
يقوله الفلسفي,
ويسمّيه القديم الزماني ـ لا يحتاج إلى بيان
طائل, بعد ثبوت إمكانها المقتضي لحدوثها بحسب الزمان؛ لأنَّ
عدمها سابق على وجودها, على وجه لا يمكن إجتماع السابق مع اللاحق ـ كما
عرفت ـ وهذا هو
[333]
قوله: (على أنّ جميع الممكنات حادثة حدوثاً زمانياً, والحكماء) لم يرد في ث.
[338]
قال المقداد السيوري: إعلم أنَّ الفلاسفة لـمّا قالوا بقِدَم العالم, جوّزوا تحقق
حوادث لا إلى أول قبل كلّ حادث حادث, وهكذا إلى غير النهاية. الأنوار الجلالية:73,
الفصل الثاني, التوحيد.