أو
الإرادة ـ أولاً ـ مستند إلى القدرة القديمة, ثمّ باقي المخلوقات مستندة إلى الإرادة
أو القول, على اختلاف المذهبين([258]), والمعتمد في الردّ عليهم ما قدّمناه.
واعلم أنَّ الإتّحاد([260]) ـ بطريق المجاز ـ: يطلق على صيرورة شيء ما
شيئاً آخر, بطريق الاستحالة([261]), أعني التغيير والإنتقال, دفعياً ـ كان ـ أو
تدريجياً, كما يقال: صار الماء هواءً([262]), والأسود
أبيض. ويطلق ـ أيضاً بطريق المجاز ـ على صيرورة شيء شيئاً آخر بطريق التركيب, بأن
يُضمّ شيء إلى ثانٍ فيحصل منهما شيء ثالث, كما يقال: صار التراب طيناً, والخشب
سريراً, والإتّحاد بهذين المعنيين جائز بل واقع, ولا يتصور في حقه تعالى.
[258] اُنظر: الملل والنحل للشهرستاني:47. شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد:1/98, و3/182.
[260] في حاشية ح: ونُقل عن بعض متألهة الحكماء, وبعض صوفية
الإسلام تجويزه, وزعم النصارى أنّه ورد في الإنجيل دعوى المسيح الإتحاد مع الله,
وهو باطل؛ لـما قاله المصنّف.
[261] الاستحالة: هو تغيّر من كيف إلى كيف, مثل التغيّر من برودة إلى
حرارة, ومن سواد إلى بياض. المنطقيات للفارابي:1/65, كتاب غورياس أي المعقولات.
[262] في المثال نظر: وذلك لأنّ صيرورة الماء هواءً, بتفكيكه مختبرياً
الى عنصريه, وهما: الهيدروجين (), والأوكسجين ()
وبالتالي فلا اتّحاد هنا. أمّا إذا كان قصده تحول الماء الى بخار, فإنّه يصدق على
الاستحالة, التي هي أحد معاني الإتّحاد التي ذكرها المؤلف.