التصوير والتزيين,
كالبناء يقدّره المهندس, ثمّ يبنيه الباني, ثمّ يزينه النقّاش, فالله سبحانه خالق
من حيث إنّه مقدِّر, وبارئ من حيث إنّه موجِد, ومصوّر من حيث إنّه يرتّب صور
المخترعات على أحسن تصوير وترتيب, ويزيّنها أكمل([186]) تزيين([187]).
أصل: في تحقيق أنَّ الواجب ليس له جزء([188]) بالفعل, ولا بالفرض, ذهناً وخارجاً.
فنقول: المتفطن إذا أمعن النظر([189]) في معرفة الواجب, وكنه صفاته,
إنكشف له أنّه مبدأ الكل. ثمّ إنّه إذا تفكّر([190]) بعين بصيرته([191]), علم أنَّ كلّ ما فيه كثرة ـ أي أجزاء متمايزة ـ
بحسب الذهن([192]) أو الخارج ـ ولو كانت تلك الكثرة بالفرض ـ كان وجوده في نفس الأمر محتاجاً إلى الغير([193])؛لأنّه محتاج إلى آحاده([194]) ـ أي