استمرار وجوده في المستقبل. والسرمدي([182]): لاستمرار وجوده فيهما. وباعتبار
أنَّ وجود ما عداه
مستفاد منه تعالى ([183]), يقال
له: الصانع, والخالق, والبارىء, والمصوّر أيضاً.
قال
الغزالي([184]): قد يُظنّ أنَّ هذه الأسماء مترادفة([185]), وأنّها راجعة إلى الخلق والإختراع,
والأَولى أن يقال: ما يخرج من العدم إلى الوجود يحتاج ـ أولاً ـ إلى التقدير, و ـ ثانياً
ـ إلى الإيجاد على وفق ذلك التقدير, و ـ ثالثاً ـ إلى
[182] السرمدي: هو مستمر الوجود بين الأزل والأبد. الرسائل العشر
للطوسي:104, رسالة الاعتقادات.
[183] في حاشية ح: إذ قد علمت أنَّ الممكن من حيث هو ليس له
وجود, ولا لغيره عنه وجود, فجميع الممكنات وجودها من الواجب تعالى.
الغزالي: ابو حامد محمد بن محمد بن محمد بن احمد الطوسي
الشافعي. تفقه ببلده طوس أولاً, ثمّ تحوّل إلى نيسابور في مرافقة جماعة من
الطلبة, فلازم إمام الحرمين, وبرع في الفقه في مدة قريبة, ومهر في الكلاموالجدل, فأقبل عليه
نظام الملك الوزير, وولّاه تدريس نظامية بغداد, فقدمها بعد الثمانين وأربعمائة,
وسنّهنحو الثلاثين, وأخذ في
تأليف الأصول والفقه والكلام والحكمة. زار القدس, وأقام بدمشق مدّة. توفي في يوم
الإثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة, وقبره بظاهر الطابران قصبة
طوس.أنظر: تاريخ الإسلام للذهبي: 35/117. سير أعلام النبلاء للذهبي:19/322. المستفاد من ذيل
تاريخ بغداد لابن الدمياطي:27.
[185] قال ملّا خضر الحبلرودي: وقدُ يفرّق بينها: بأنَّ الصانع: بمعنى
الموجد للشيء, المخرج له من العدم إلى الوجود. والخالق: بمعنى المقدّر للأشياء على
مقتضى حكمته, سواء أُخرجت إلى الوجود أو لا. والبارئ: بمعنى الموجد لها من غير
تفاوت, أو المميز لها بعضها عن بعض, بالصور والأشكال. (حاشية ح).