تقسيم: ـ للموجود إلى قسميه([148]) ـ يرشدك إلى تصور معنى الواجب والممكن. وجود
كلّ شيء أمّا أن يكون من غيره, أو لم يكن, والأول ممكن الوجود, والثاني واجب
الوجود([149]), أي كلّ موجود إذا لاحظه العقل, فإمّا أن
يكون وجوده حاصلاً له من نفسه, ناشئاً عن ذاته, مع قطع النظر عن جميع الأغيار,
وهو: الواجب. أو يكون وجوده مستفاداً من الغير, بحيث إذا قطع النظر عن ذلك الغير,
لم يكن له وجود أصلاً, وهو: الممكن. والموجودات
بأسرها منحصرة فيهما([150])؛ لأنَّ التقسيم دائر بين النفي والإثبات,
ولا مجال فيه لقسم
[149] قال علي بن نصر
الله في حاشية ح: المراد بواجب الوجود - هنا - الواجب
بالذات؛ لأنّه المتبادر من إطلاق لفظ واجب الوجود, ولذلك لم يقيده به, فلا يرد
أنَّ واجب الوجود أعمّ ممّا ليس وجوده من غيره؛ لإطلاقه على المعلوم عند وجود
علّته التامة, وبشرط اتصافه بالوجود, ويسمّى الأول بالسابق, والثاني باللاحق, فلا
يصحّ تفسير الواجب بما لا يكون وجوده من غيره؛ لأنّه تفسير بالأخص, وهو غير جائز,
لأنّه تفسير بالأخفى, ووجه الدفع ظاهر مما ذكرنا. وواجب الوجود: هو من لا يفتقر في
وجوده إلى غيره, ولا يجوز عليه العدم. الرسائل العشر للطوسي:93, 104, مسائل
اعتقادية.