بموجود ليس
بمدرَك، وهذا
التصديق([127]) حاصل لمن لا يقدر على الكسب([128]), كالُبلّه
والصبيان، وذلك إمّا بالكسب ـ ولا يتأتّى منهم ـ أو بالبديهة([129]) وهو المطلوب. وإذا
كان وجوده ضرورياً، كان مطلق الوجود([130]) ـ أيضاً ـ ضرورياً؛
لأنّه جزؤه، وضرورية المركّب([131])تستلزم
ضرورية جزئه؛ إذ لو
كان كسبياً محتاجاً إلى التعريف, لكان ذلك المركب ـ أيضاً ـ محتاجاً إلى ذلك
التعريف، فلا يكون بديهياً, وفيه نظر؛ لأنّه إن أُريد أنّ تصور وجوده بالكنه([132]) ضروريّ, فهو ممتنع, وإن أُريد أنَّ تصوره
بوجه ما ضروري, فمسلّم، لكنَّه لا
[127]
التصديق: هو عبارة عن التصور مع الحكم. القواعد الجلية للعلّامة الحلّي:182.
[128]
الكسب: إيجاد الفعل؛ لاجتلاب منفعة أو دفع مضرّة. الرسائل للشريف المرتضى:2/280,
رسالة الحدود والحقائق. الحدود والحقائق للبريدي:26.
[129]
البديهة: هي قضية يحكم بها العقل لمجرد تصور طرفيها. إرشاد الطالبين للمقداد
السيوري:99 - أقسام العلم الضروري.
[130]
الوجود المطلق: إنّ الوجود عبارة عن الكون في الأعيان, ثمّ إنّ هذا الكون في
الأعيان قد يؤخذ عارضاً لماهيّة مّا, فيتخصّص الوجود حينئذٍ, وقد يؤخذ مجرّداً من
غير التفات إلى ماهيّة خاصّة, فيكون وجوداً مطلقاً. كشف المراد للعلّامة
الحلّي:22, الفصل الأول, المسألة 14 في الوجود المطلق والخاص.
[131]
المركّب: الحقائق منها بسيطة, وهي ما لا تلتئم عند العقل من عدّة أمور, ومنها
مركّبة وهي ما كان كذلك. قواعد المرام للبحراني:30ـ31, الركن الثالث, في الطرق
الموصلة إلى التصور.
[132]
كنه: كُنْهُ كلِّ شيءٍ قَدْرُه ونِهايتُه وغايَتُه. يقال: اعْرِفْه كُنْهَ
المعرفةِ. وفي بعض المعاني: كُنْهُ كلِّ شيءٍ وَقْتُه ووَجْهُه. تقول: بلَغْتُ
كُنْهَ هذا الأَمر, أَي غايَته، وفعلت كذا في غير كُنْهِه. لسان العرب لابن منظور:
13/664 ـ كنه .