استعمال اللغة, والعرف, والشرع، ويلزم أن
يكون أجهل الناس بما في الواقع أعلمهم، ولا مشاحّة([119]) في الإصطلاح. والشيء([120]) ـ عند الحكماء, والشيعة, الأشاعرة ـ يرادف
الموجود([121])، وعند المعتزلة: هو الثابت المتقرّر في
الخارج([122]), منفكّاً عن صفة الوجود([123])، هذا بحسب الإصطلاح، وأمّا في اللغة،
فإطلاقه على المعدوم شائع بلا خلاف، نحو قوله تعالى: (إِنَّ
زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) ([124]), وقوله تعالى: (لَمْ
يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) ([125])، وهو المراد هنا([126]). فكلّ مُدرِكْ لابدَّ
أن يُدرِك وجوده؛ لأنّه يعلم بالضرورة, أنَّ كلّ مدرِك موجود، وما ليس
[119]
تشاحّوا في الأمر وعليه: شحّ به بعضهم على بعض, وتبادروا إليه حذر فوته، ويقال:
هما يتشاحّان على أمر إذا تنازعاه، لا يريد كلّ واحد منهما أن يفوته، والنعت شحيح،
والعدد أشحّة, وتشاحّ الخصمان في الجدل، كذلك، وهو منه. لسان العرب لابن منظور:2/584,
شحح.
[120]
الشيء: هو الذات, وهو ما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه عند من يثبت المعدوم. ومن لم يقل
بذلك فالشيء عنده هو الوجود. الحدود والحقائق للبريدي:21, حرف الشين.
[121]
اُنظر: الشفاء لابن سينا:1/32, المقالة الأولى, الفصل الخامس.
[123]
في حاشية ح: مثاله: كالمعدومات الممكنة, المتصفة
بالوجود بالقوة, والمنفكّة عن الوجود بالفعل. موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
للتهانوي:1/1048. وانظر: كتاب نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني:151.