والجهل المركب([110])، واعتقاد المقلّد المصيب؛ لأنّه في الحقيقة
عقده على القلب، وليس فيه انكشاف تام, وانشراح تنحلّ به العقدة([111])، فهو أخصُّ([112]) من الإدراك بالمعنى الأول؛ لاختصاصه
بالإنطباعي، ومباين له بالمعنى الثاني([113]). وعند الحكماء العلم: عبارة عن حصول صورة
الشيء في العقل([114]). وهذا يتناول الظنّ والجهل المركبّ والتقليد([115]), بل الشكّ([116]), والوهم([117])، وتسميتها علماً يخالف([118])
[110] الجهل المركّب:
التصديق الجازم الغير المطابق. قواعد المرام للبحراني:23, القاعدة الأولى في
المقدّمات, الركن الأول.
[111] شرح المواقف
للجرجاني:1/93, الموقف الأول في المقدّمات, المرصد الثاني في تعريف مطلق العلم.
[112]
في حاشية ع: أي العلم بالمعنى الأول ـ وهو حضور الشيء
نفسه ـ أخصّ من الإدراك؛ إذ الإدراك شامل لـمّا هو علم يُعلم بالحضور وغيره, والعلم
بالمعنى الثاني ـ أعني حصول صورة الشيء في الذهن ـ مباين للإدراك, إذ الصورة
الحاصلة في العقل, لا تُدرك بأحد الحواس, فتأمل.
[113]
اُنظر: كشف المراد للعلّامة الحلّي:211, الفعل الخامس في الأعراض, المسألة السادسة
عشر في المناسبة بين العلم والإدراك.
[114]
شروحات الرسالة الشمسية للكاتبي القزويني:287, متن الشمسية.
[115]
التّقليد: هو قبول قول الغير من غير حجّة أو شبهة. الرسائل للشريف المرتضى:2/265,
رسالة الحدود والحقائق. الحدود والحقائق للبريدي:17. التعريفات للجرجاني:129.
[116]
الشكّ: خلوّ القلب عن الإعتقاد مع خطور الشيء بالبال. الحدود للنيسابوري:95, فصل
فيما يدخل تحت العلوم والاعتقادات.
[117]
الوهم: هو الظنّ الذي كان مظنونه على خلاف ظنّه. الحدود للنيسابوري:95, فصل فيما
يدخل تحت العلوم والاعتقادات.
[118]
في حاشية ح: إذ لا يطلق على الجاهل جهلاً مركّباً,
والظانّ, والشاكّ, والواهم, أنّه عالم, في شيء من استعمالات اللغة, والعرف العام,
والشرع, قد يطلق على المقلِّد إسم العالم مجازاً. من الشارح رحمه الله .