هذا وقد ورد في الحديث: القدريّة
مجوس هذه الأُمّة([75]) وأيضاً: لُعنت([76])
القدرية على لسان سبعين نبيّاً([77]) وأيضاً
قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حقّ القدرية ـ : هم
خصماء الله في القدر([78])([79]) فوقع الإختلاف في أنّ المراد بالقدرية من
هم؟ فقال المعتزلة: الأشاعرة أحقّ باسم القدرية؛ لأنّهم قائلون: إنّ جميع الكائنات
واقعة بقضاء الله وقدره. فكما أنَّ المجوس([80]) أحدثوا كتاباً([81])
[76] وردت في جميع نسخنا المخطوطة: (لُعن), وما أثبتناه من المصدر.
[77] الطرائف لإبن طاووس:2/35, بيان أقوال المجبّرة وردّها. وفي
متشابه القرآن لإبن شهر آشوب: 2/305, باب العدل, بزيادة والمرجئة.
[78]
في حاشية ح: أي في إثبات القدر, بمعنى أنّهم يقولون:
جميع الأشياء بقدرته تعالى ولا اختيار للعبد.
[79] الملل والنحل للشهرستاني:21, وفيه القدرية
بدل هم. المواقف للايجي:415, الموقف السادس, المرصد
الثالث, المقصد الأول, تذييل في ذكر الفرق التي أشار اليها الرسول. ووردت بعبارات
مختلفة في عدة مصادر أخرى منها: متشابه القرآن لابن شهر آشوب:2/306, باب العدل.
جامع الأخبار للسبزواري: 157, الفصل السادس والعشرون والمائة.
[80] المجوس: أثبتوا أصلين اثنين, مدبرَين قديمَين, يقتسمان الخير
والشر, هما: يزدان وأهرمن. إلّا أنّ المجوس الأصلية زعموا, أنّ الأصلين لا يجوز أن
يكونا قديمين أزليين, بل النور أزلي والظلمة محدَثة. ثمّ لهم اختلاف في سبب حدوثها
. وهم عدّة فرق: 1. الكُيومَرثيَّة: أصحاب المقدم الأول كيومرث. 2.الزَّروانِيَّة:
يقولون بالشخص الأعظم الذي اسمه زروان. 3. الزَّرْدَشْتِيَّة: وهم أصحاب زردشت بن
يورشب. اُنظر: الملل والنحل للشهرستاني:108ـ114.
[81] زَنْد: وهو كتاب المجوس الذي جاء به زرادشت, الذي يزعمون أنّه
نبيّهم. مفاتيح العلوم لمحمد بن أحمد الخوارزمي:56.