التوحيد. وقالوا: إنَّ كلامه([65]) تعالى
مخلوق مُحْدَث، وبأنّه تعالى غير مرئيّ في الآخرة، وبأنّ الحُسن والقبح عقليّان،
ويجب رعاية المصلحة في أفعاله تعالى، وأنَّ العبد فاعل لأفعاله, بالقدرة
والإختيار، وأنَّ القدرة قبل الفعل. ثمّ بعد ذلك افترقوا عشرين فرقة، يكفّر بعضهم
بعضاً([66]).
وأمّا
الأشاعرة, فهم أصحاب أبي الحسن الأشعري([67]), وكان تلميذاً لأبي علي محمد بن عبد الوهاب
الجبائي([68]) ـ من معتزلة البصرة ـ سأله يوماً: ما تقول
[66]
اُنظر: الملل والنحل:21, المعتزلة. الوافي بالوفيات للصفدي:27/245 ـ 246. شرح
المواقف للجرجاني: 8/410ـ411, خاتمة المرصد الرابع.
[67]
أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبيد الله بن
موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري. وهو بصري سكن بغداد إلى أن
توفي بها, وكان يجلس أيام الجمعات في حلقة أبي إسحاق المروزي الفقيه من جامع
المنصور, وكان الأشعري أولاً معتزلياً, وقال بعض البصريّين: ولد الأشعري في سنة
ستين ومائتين, ومات سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة. اُنظر: تاريخ بغداد للخطيب
البغدادي:9/262. وفيات الأعيان لابن خلكان:2/ 135ـ136.
[68]
الجبائي: هو ابو علي محمّد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان مولى
عثمان بن عفان المعروف بالجبائي. ولد سنة خمس وثلاثين ومائتين, ومات في شعبان سنة
ثلاث وثلاثمائة. رأس المعتزلة, كان متكلّماً, وأخذ هذا العلم عن أبي يوسف يعقوب بن
عبد الله الشحّام البصري, رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره, وله في مذهب الإعتزال
مقالات مشهورة, وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري شيخ السنّة علم الكلام, وله معه مناظرة
روتها العلماء. اُنظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي:9/43ـ44. الأنساب
للسمعاني:2/36. معجم البلدان للحموي:2/97. وفيات الاعيان لابن خلكان:2/358. لسان
الميزان لابن حجر:5/271.