responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 46
الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر، وأثبت المنزلة بين المنزلتين([59]). ويقول: المؤمن إسم مدح، والفاسق لا يستحقّ المدح، فلا يكون مؤمناً، وليس بكافر أيضاً؛ لإقراره بالشهادتين؛ ولكونه فاعل للخيرات، فإذا مات بلا توبة خُلِّد في النار؛ إذ ليس في الآخرة إلّا فريقان، فريق في الجنة، وفريق في السعير([60])، لكن يُخفّف عليه, وتكون دركته([61]) فوق دركات الكفّار.

فقال الحسن: قد اعتزل عنّا واصل([62]). فسُمّيَ هو وأصحابه بالمعتزلة، وهم سمّوا أنفسهم أصحاب العدل والتوحيد؛ لقولهم: بوجوب ثواب المطيع، وعقاب العاصي([63]) وذلك([64]) هو العدل, ونفيهم الصفات الزائدة, والمعاني القديمة, وهو


[59] المنزلة بين المنزلتين: هو العلم بأنّ من ارتكب كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن, ولا حكمه حكم المؤمن في التعظيم والمدح؛ لأنّه يلعن ويتبّرأ منه, وليس بكافر, ولا حكمه حكم الكافر, في أنّه لا يدفن في مقابر المسلمين, ولا يصلّى عليه, ولا يزوّج, فله منزلة بين المنزلتين. اُنظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي:71, المنزلة بين المنزلتين. وقال الشريف المرتضى: هي القول بأنّ للفاسق منزلة متوسطة, بين منزلة الكافر والمؤمن, المستحق للثواب في الاسم والحكم. الرسائل للشريف المرتضى:2/284, الحدود والحقائق.

[60] اقتباس من قوله تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ سورة الشورى 42/7.

[61] الدَّرْكُ والدَّرَكُ: أَقصى قَعْر الشيء. وروي عن ابن مسعود أَنّه قال: الدَّرْكُ الأَسفل توابِيتٌ من حديد تُصَفَّدُ عليهم في أَسفل النار. قال أَبو عبيدة: جهنم دَرَكاتُ أَي منازل وأَطباق. لسان العرب لابن منظور: 10/509ـ510.

[62] اُنظر: الملل والنحل للشهرستاني:22ـ23, الفصل الأول, المعتزلة, الواصلية. الوافي بالوفيات للصفدي: 27/245. شرح المواقف للجرجاني:8/409ـ410, خاتمة المرصد الرابع.

[63] في حاشية ح: أي يجب عندهم عقاب العاصي, سواء كان مؤمناً أو كافراً. من الشارح رحمه الله .

[64] في حاشية ح: أي ذلك عندهم؛ لأنّه يجوز عندهم العفو عن الصغائر والكبائر.

نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست