بحيث
يحصل التخفيف في نفس الأمر, ولا يظهر له فيستريح([1161]).
والآلام الواصلة إلى الوحش من المكلّفين بأمر الله, أمّا إيجاباً ـ
كالَهدي, والكفّارات, والنذور ـ أو ندباً ـ كالضحايا ـ أو بإباحة من غير أمر عليه
ولا نهي, فأجرُها على الله، وبذلك الإيلام يستحقّ المكلَّف ـ أيضاً ـ أجراً على
الله؛ لأنَّ الأمر بالإيلام يستلزم حسنة، والألم إنَّما يَحسُنْ إذا اشتمل على
المنافع العظيمة جدّاً، وأمّا الآلام الواصلة إلى المكلَّفين منها, فيجب العوض على
الله تعالى أيضاً ، لأنّه ـ تعالى ـ مَكّنَهُ وجعله مائلاً إلى الإيلام, مع إمكان
صرفه عنه، ولم يجعل له عقلاً يميّز به الألم الحسن من الألم القبيح، فكان ذلك
بمنزلة الإغراء, فيقبح منه ـ تعالى ـ أنْ لا يوصل إليه عوضاً.
وقال عبد الجبار ـ من المعتزلة ـ: إنَّ سباع
الوحش إن كانت ملجأةً إلى الإيلام بسبب من الله تعالى كجوع, أو خوف, أو غيرهما,
فالعوض على الله تعالى, وإلّا فعلى المؤُلِم([1162])، وكذاالمكلّفون,
وغير المكلّفين من
الأطفال, يوصل إليهم أعواض([1163]) آلامهم ومشاقّهم. واختلف في حكم الأطفال,
فالخوارج على أنَّ حكمهم حكم آبائهم، فأطفال المؤمنين مؤمنون مخلّدون في الجنّة،
وأطفال الكفّار كفّار مخلّدون في النار([1164]).
[1161] اُنظر: تجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي:206, المقصد الثالث,
الفصل الثالث, في أفعاله تعالى, التعويض.