مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)([1145]) وكلّ من يدخل النار فهو مخزي؛ لقوله تعالى:
(رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ
أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) ([1146]) ولا شيء من المؤمن بمخزي؛ لقوله تعالى: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ) ([1147]) وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا
يزني الزاني وهو مؤمن([1148])([1149]), وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا
إيمان لمن لا أمانة له([1150]).
والجواب: إنَّ الآية ـ أعني قوله تعالى: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ)ـ مخصوصة بالصحابة؛
بقرينة معه. والحديث خرج مخرج المبالغة, على معنى أنَّ هذه الأفعال ليست من شأن
المؤمن, كأنّها تنافي الإيمان ولا تجامعه, ويجب الحمل على هذا المعنى؛ لئلّا يلزم
نقل لفظة الإيمان من معناها اللغوي، ثمّ الأحاديث المذكورة معارضة بمثلها, مثل
قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: وإن زنى وإن سرق على
رغم أنف أبي ذر([1151]).
والحقّ ما
قاله أكثر المتكلّمين: وهو أنَّ صاحب الكبيرة مؤمن, فاختاره المصنِّف, فقال: وأهل
الكبائر من أهل
القبلة مصدّقون للرسول([1152]), فيما عُلِم