والمعتزلة: إلى أنّه([1139]) لا مؤمن ولا كافر, ويثبتون المنزلة بين
المنزلتين([1140]).
روي أنَّ عمرو بن عبيد([1141]) ـ من رؤسائهم ـ قال: إنَّ بين الكفر
والإيمان منزلة بين المنزلتين([1142]). فقالت عجوز: قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ)([1143]) فلم يجعل الله من عباده إلّا الكافر والمؤمن
فبطل قولكم, فسمع سفيان الثوري كلامها، فقال لأصحابه: عليكم بدين العجائز([1144]).
احتجَّت المعتزلة: بأنَّ مرتكب الكبيرة يدخل
النار؛ لقوله تعالى:( وَمَنْ يَقْتُلْ
[1140] اُنظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار:480, الأصل الرابع,
قسمة أخرى للأسماء. المنية والأمل للقاضي عبد الجبار:153, فرق المعتزلة, الواصلية.
الفائق في أصول الدين للخوارزمي:528, الكلام في الأسماء والأحكام, باب القول في
المنزلة بين المنزلتين.
[1141] هو عمرو بن عبيد بن باب البصري أبو عثمان, مولى بني تميم من
أبناء فارس وقال ابن خلكان: كان جدّه باب من سبي كابل من جبال السند, اعتزل مجلس
الحسن ومعه جماعة فسمّوا المعتزلة, مات سنة ثلاث أو اثنتين وأربعين ومائة في طريق
مكة, يروي عن الحسن, وهو مولى بني تميم. اُنظر: التاريخ الكبير للبخاري: 6/352ـ353.
المجروحين لابن حبّان:2/69. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 12/164ـ165.