ثبت أنّه فِعْلُ القلب, وجب
أن يكون عبارة عن التصديق؛ لأنَّ الشارع إنَّما يخاطب العرب بلغتهم ليفهموا ما هو
المقصود بالخطاب، فلو كان الإيمان في الشرع معبّراً عن وضع اللغة, لبيّنه للأمّة
كما بيّن نقل الصلاة والزكاة وأمثالهما.
واحتجَّ
الآخرون بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: الإيمان بضع وسبعون
شعبة, أعلاها قول لا إله إلّا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق([1134]).
والجواب: إنَّ المراد شُعب الإيمان قطعاً لا
نفس الإيمان؛ فإنَّ إماطة الأذى عن الطريق ليس داخلاً في أصل الإيمان([1135]), حتى يكون فاقده غير مؤمن بالإجماع([1136])، فلابدَّ في الحديث من تقدير مضاف, أي شعب
الإيمان.
واختلف في أنّ مرتكب الكبيرة من أهل القبلة
هل هو مؤمن أو لا؟
فذهب الخوارج: إلى أنّه كافر([1137]), والحسن البصري: إلى أنّه منافق([1138]),