لدرء العقاب عنهم([1119])؛ لقوله تعالى: (وَمَا
لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
([1120]) (فَمَا
تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)([1121]) وفيه نظر؛ لأنَّ الشفاعة لو كانت لطلب زيادة
المنافع, لكنّا شافعين للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنّا نطلب([1122]) زيادة المنافع له صلى الله عليه وآله وسلم, وهو
مستحقّ للثواب, والتالي باطل؛ لأنَّ الشفيع أعلى مرتبة من المشفوع عنه، واستدلالهم
بالسمعيات موقوف على عمومها في الأعيان والأزمان, وأنّى لهم ذلك, فوجب حملها على
الكفّار جمعاً بين الأدلّة.
فائدة: في تحقيق معنى الإيمان, وما يتعلّق به.
الإيمان ـ
في اللغة ـ: التصديق([1123])، قال الله تعالى: (وَمَا
أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا) ([1124]) أي بمصدّق فيما حدّثناك به([1125]).
وفي الشرع،
وعليه([1126]) أكثر المتكلّمين: تصديق الرسول فيما عُلِم مجيئه به([1127]) ضرورة, فتفصيلاً فيما علم تفصيلاً, وإجمالاً
فيما علم إجمالاً. وقال
[1119] اُنظر: الفائق في اصول الدين للخوارزمي:468, الكلام في الوعد
والوعيد, القول في الشفاعة.
[1120] سورة البقرة 2: 270, سورة آل عمران 3: 192, سورة المائدة 5: 72.