حفظ الذرّة على صدر
المتحرّك، والسفسطة إنـَّما تلزم لو لم يقم عليها دليل, ولم يُخبر بها الصادق صلى
الله عليه وآله وسلم، ولصعوبة هذا المقام دُهِشَ جماعة حتى جوّزوا التعذيب بلا
إحياء ـ كما عرفت ـ وقال بعض الأشاعرة: لا بُعْدَ في الإحياء والمساءلة مع عدم
المشاهدة, كما في صاحب السكتة، فإنّه حيّ مع إنـَّا لا نشاهد حياته، وكما في رؤية
النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام, وهو بين أصحابه مع ستره عنهم([1021]). والصراط
حق، والمراد به: جسر
ممدود على ظهر جهنّم, يعبر عليه المؤمن وغير المؤمن, أدقّ من الشعر, وأحدُّ من
السيف, على ما ورد في الحديث([1022]), ويمكن أن يكون المرور عليه هو المراد:
بورود كلّ أحد على النار، حيث قال تعالى: (وَإِنْ
مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) ([1023])، وأنكره أكثر المعتزلة، وتردّد فيه قول
الجبائي نفياً وإثباتاً ، قالوا([1024]): الجسر الموصوف لا يمكن العبور عليه، وإن
أمكن فمع مشقّة عظيمة، ففيه تعذيب المؤمنين ولا عذاب عليهم([1025]).
والجواب: إنَّ القادر المختار يُمكِّن من العبور عليه, ويسهِّله على
المؤمنين،
[1021] اُنظر: ابكار الأفكار للآمدي:4/339, الأصل الثاني, الفصل الثالث
في الجواب على تسمية الملكين.
[1022] أورده الكليني في الكافي:8/312, ضمن حديث 486, والقمي في
تفسيره:1/41ـ42, تفسير سورة الفاتحة.