responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 254
ما نطق به الكتاب، وإذا كانت الجنّة مخلوقة, فكذا النار؛ لعدم القائل بالفصل.

الثاني: قوله تعالى ـ في صفتهما ـ: (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) ([987]) (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ([988]) بلفظ الماضي, وهو صريح في وجودهما. ومن تتبّع الأحاديث وجد فيها أدلّة كثيرة دالّة على وجودهما([989])، وزعم عبّاد: أنّه يستحيل ـ في العقل ـ خلقهما قبل حلول المكلّفين فيهما، وخالفه أبو هاشم وقال: خلقهما الآن غير ممتنع عقلاً، واستفيد امتناعه من السمع([990]), مثل قوله تعالى: (أُكُلُهَا دَائِمٌ) ([991]) فلو كانتا مخلوقتين لوجب هلاكهما، لقوله تعالى (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ([992]) فلا يكون الأُكل دائماً. والجواب: إنَّ المراد بالأُكل المأكول, باتّفاق المفسّرين, وذلك غير دائم ضرورة فنائه عند أكل أهل الجنة، فإذن دوام الأكل محمول علىتجدّده, فيجوز أن يفنى ويتجدّد, وأيضاً لا نسلِّم أنَّ المراد بقوله: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ)([993]) العموم، فإنَّ ابن عباس قال في تفسيره: كلّ حيّ ميت([994]).

واعلم أنّه لم يرد نصٌ صريح في تعيين مكان الجنّة والنار، والأكثر على أنَّ


[987] سورة آل عمران 3: 133. وهذه الآية سقطت من ث.

[988] سورة آل عمران 3: 131.

[989] قوله: (ومن تتبع الأحاديث وجد... على وجودهما) لم يرد في ث.

[990] اُنظر: أبكار الأفكار في أصول الدين للآمدي:4/327, القاعدة السادسة, الأصل الثاني, الفصل الثاني في خلق الجنّة والنار.

[991] سورة الرعد 13: 35.

[992] سورة القصص 28: 88.

[993] سورة القصص 28: 88.

[994] حكى عنه الآلوسي في تفسيره:20/131.

نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست