غَيْرَهَا)([960]) لظهور أنَّ بعد تبديل
الجلد لا يبقى عين الجسم الأول, بل مثله([961]), ولا يبعد أنْ يكون قوله تعالى: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى
أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) ([962]) إشارة إلى هذا المعنى. لا يقال:
فعلى هذا لا يكون المثاب والمعاقب مَنْ عمل الطاعة, ومَنْ عمل المعصية, بل شخص آخر
مثله. لأنـَّا نقول: العبرة في ذلك بالإدراك, وإنـَّما هو الروح ولو بتوسط الآلات,
وهو باق بعينه, وكذا الأجزاء الأصلية، ولهذا يقال للشخص من الصبا إلى الشيخوخة:
إنّه هو بعينه, وإنْ تبدّلت الصورة والهيئة, ولا يقال لمن جنى في الشباب فعوقب في
الشيب: إنّها عقوبة لغير الجاني, وهو ـ أي حشر الأجساد بالمعنى المذكور([963])ـ ممكن, خلافاً لقوم حيث قالوا باستحالته, محتجّين: بأنّه لو
أكل إنسان([964]) إنساناً, حتى صار جزء
بدن المأكول جزء بدن الآكل, فليس إعادة جزء بدن أحدهما أولى من إعادة جزء بدن
الآخر وجعله جزء لبدنهما محال, فينبغي أن لا يعاد.
والجواب:
إنَّ الجزء الأصلي لأحدهما فُصل عن الآخر ولا يصير جزأً له, فردُّهُ إلى الأول
أولى, وإذا كان ممكناً, والله تعالى قادر
على كلّ الممكنات,