responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 245
جوهراً. وأمّا أنّه مجرّد غير ذي وضع؛ فلأنّه لو كان ذا وضع لكان هو البدن, كما هو رأي البعض الآخر, من أنَّ الإنسان: هو هذا الهيكل المخصوص([946]). أو شيئاً من جوارحه, كما هو رأي البعض الآخر من أنّه: عبارة عن جزء في القلب. وقيل: في الدماغ([947]), وإذا كان هو البدن أو شيئاً من جوارحه وأجزائه, لم يتّصف بالعلم بالكلّيات ـ أي لـمّا أمكنه أن يَعْقِل الكلّيات ـ لأنّه إذا كان ذا وضع كان المعنى الكلّي حالاً في ذي وضع, ولاشكّ أنَّ الحال في ذي الوضع يختصّ بمقدار مخصوص ووضع معيّن ثابتين لمحلّه, فلا يكون مطابقاً لكثيرين مختلفين بالمقدار والوضع, بل لايكون مطابقا إلّا لـمّا له ذلك المقدار والوضع, فلا يكون كُلّياً, والمقدّر خلافه, فظهر أنَّ الإنسان لو كان ذا وضع لـمّا اتّصف بتعقّل الكلّي([948]), لكنّه يتّصف به بالضرورة؛ لأنَّا نحكم بين الكلّيات أحكاماً إيجابية أو سلبية, فلابدّ من تعقّلها, فيكون الذي يشير إليه كلّ أحد بقوله: أنا, جوهراً مجرّداً عالماً بذاته وبغيره من المعلومات, أمّا بالضرورة أو بالإكتساب, والبدن وسائر الجوارح والقوى المودعة فيه آلاته في أفعاله, واكتساب كمالاته الممكنة له, ونحن معاشر القائلين به نسمّيه هاهنا ـ أي في باب المعاد ـ الروح([949]), فحيث نقول: الأرواح تُرَدّ إلى الأبدان, نريد به هذا الجوهر المجرّد, لا ما يقوله الأطبّاء, من البخار المتصاعد من غليان الدم في القلب.


[946] اُنظر: شرح عيون الحكمة للرازي:1/71, الفصل الأول, المسألة الثانية في بيان حدّ الإنسان.

[947] اُنظر: المحصل للرازي:539, الركن الرابع, القسم الثاني, مسألة الإختلاف في المعاد.

[948] في حاشية م: والحقّ أَنَّ المجرّد ـ الذي هو الكلّي ـ لا يدركه إلّا المجرّد.

[949] اُنظر: كشف المراد للعلّامة الحلّي:162ـ165, المقصد الثاني, الفصل الرابع, المسألة (3ـ5).

نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست