عليهما السلام , وكلّ فاطميّ خرج بالسيف, داعياً إلى الحق,
وكان عالماً شجاعاً, فهو مفترض الطاعة، فلذلك جوّزوا تعدّد الأئمة في وقت واحد,
وهو خلاف الإجماع المنعقد قبل ظهورهم, فيكون باطلاً، واستدلّ المصنّف رحمه الله بأنّه:
لـمّاكانت عصمة الإمام
غير مؤدّية إلى إلجاء الخلق([894])إلى الصلاح، بحيث لم يكن لهم اختيار في ترك المعاصي, أمكن
وقوع الفتنة والفساد بسبب كثرة الأئمّة، فإنَّ أحد الأئمّة يمكن أن يدعو الرعية إلى أمر,
ويدعوهم الآخر إلى أمر آخر وهكذا، وأيّاً ما أطاعه الرعية يلزم معصية الآخر، ومع
ذلك يمكن التشاح([895]) والتنازع بين الأئمة وبين الرعايا، وذلك
مناقض للغرض من نصب الإمام، بخلاف الأنبياء, فإنَّ شريعة كلّ نبيّ لـمّا كانت
مخالفة لشريعة الآخر, لم يتصوّر هنا تنازع؛ لأنَّ كلّ نبيّ إنـَّما يأمر من آمن
بدينه دون غيره، فمن ثمّ جاز تعدّد الأنبياء في زمان واحد([896]) دون الأئمة، فيكون
الإمام واحداً في سائر الأقطار