والنّظّام: صرف الله دواعيهم عنها
مع كونهم مجبولين عليها, خصوصاً عند توفر الأسباب الداعية في حقهم, كالتقريع
بالعجز, والإستنزال عن الرئاسات, والتكليف بالإنقياد، فهذا الصرف خارق للعادة
فيكون معجزاً([854]).
وقال
المرتضى([855]) منّا: إنَّ المعارضة والإتيان بمثل القرآن
يحتاج إلى علوم يقتدر عليها، وكانت تلك العلوم حاصلة لهم, لكنّه تعالى سَلَبها
عنهم, فلم يبق لهم قدرة عليها، فهذا السلب المسمّى بالصرفة هو الخارق للعادة,
فيكون معجزاً([856])، قال المصنّف رحمه الله في التجريد: والكلُّ
محتمل([857]).
[857]
تجريد الإعتقاد نصير الدين الطوسي:216, المقصد الرابع, إعجاز القرآن الكريم.
[858] قال ملّا خضر الحبلرودي: هداية بها ختم بحث النبوة, في وجوب الإنقياد
لشريعة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم, والإمتثال لأحكامها, فنقول: إذا كان...
إلى آخره. (حاشية ح).
[859] قال الحبلرودي: موصوفاً بكلّ ما يجب اتصاف الأنبياء به, منزّهاً
عمّا يمتنع عليهم, وإذا كان معصوماً, كان صادق القول, ولم يجزْ عليه الكذب
بالضرورة, وإذا كان صادق القول ولم يجز عليه الكذب, فكلّ ما جاء به يكون صدقاً في
نفسه. (حاشية ح).