مقدّمة: في معرفة معنى المعجزة, وبيان أنَّ النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن يكون ذا معجز.
فنقول: كلّ إنسان مبعوث
من حضرته تعالى إلى قوم لو لم يتأيّد بأمرٍ خارق، قوله: بأمر خارق, شروع في تعريف المعجزة,
وهو يتناول فعل غير المعتاد وترك ما هو معتاد، واعتبر خرقللعادة؛ إذ لا إعجاز
دونه. خال عن المعارضة([834]), أي لا يمكن معارضته، واحترز به عن السحر,
وهو إظهار أمر خارق للعادة, من نفس شرّيرة خسيسة, بمباشرة أعمال مخصوصة, يجري فيها
التعلّم والتقلّد، وبهذين الإعتبارين يفارق المعجزة، وبأنّه يُتـَصدّى([835]) لمعارَضته, ويبذل الجهد في الإتيان بمثله،
وبأنّه لا يكون بحسب اقتراح المقترحين, وبأنَّ صاحبه ربّما اتصف بالفسق والرجس
الظاهر والباطن وهو جائز، وكذلك الإصابة بالعين خلافاً للمعتزلة، فإنّهم قالوا: بل
هو مجرّد إرادة ما لا حقيقة له, بمنزلة الشعبذة التي سببها خفّة حركات اليد, أو
خفاء وجه الحيَل فيه. مقرون
[833] اُنظر: تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي :103, القسم الأول,
مسائل النبوة. المسلك في أُصول الدين للمحقّق الحلّي:154ـ155, النظر الثالث, البحث
الثاني في صفات النبي. قواعد المرام للبحراني: 125ـ127, القاعدة السادسة , الركن
الثاني.
[834] المعارضة: مقابلة الخصم بما يظهر عنده, أنّه يقول بمثل ما يقول
إمّا السائل أو المجيب. رسائل الشريف المرتضى, الحدود والحقائق:2/285, وانظر:
الحدود لقطب الدين النيسابوري:55, الفصل الثالث في حدود أشياءيشتمل عليها الخطاب.