الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ
يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا
رَسُولًا) ([814])، يعني أنَّ الرسول يجب أن يكون من جنس
المرسَل إليهم؛ ليمكّن حصول الغرض من إرساله، ولـمّا كان أهل الأرض بشراً, يجب كون
المرسل إليهم كذلك، ولو كانوا ملائكة, لكان الرسول مثلهم([815]).
أصل: في معرفة معنى العصمة([816])، وأنَّ الأنبياء معصومون.
العصمة عند
الأشاعرة ـ بناءً على ما ذهبوا إليه, من استناد جميع الأشياء إلى الله تعالى
ابتداءً ـ أن لا يخلق الله في العبد ذنباً. وقال قوم: إنّها خاصّية في الشخص يمتنع
بسببها صدور الذنب عنه. ويكذِّبه أنّه لو كان صدور الذنب([817]) ممتنعاً عنه لـمّا استحقّ المدح بذلك،
والتالي باطل بالإجماع، وأيضاً قوله تعالى: (قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ) ([818])، يدلّ على مماثلتهم لسائر الناس فيما يرجع
إلى البشرية، والإمتياز بالوحي لا غير([819]). والحقّ أنّها صفة تبعث صاحبها على فعل
[815] اُنظر: جامع البيان لابن جرير الطبري:15/205, تفسير سورة الإسراء.
مفاتيح الغيب للرازي:21/410.
[816] العصمة: ما يمنع عنده المكلّف من فعل القبيح والإخلال بالواجب,
ولولاه لم يمنع من ذلك ومع تمكينه في الحالين. رسائل الشريف المرتضى:277, رسالة
الحدود والحقائق. وانظر: الحدود لقطب الدين النيسابوري: 102.
[817] قوله: (عنه, ويكذّبه أنّه لو كان صدور الذنب) لم يرد في (ث).
[819] اُنظر: كتاب نهاية الإقدام للشهرستاني:462ـ464, القاعدة العشرون
في إثبات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, الإرشاد للجويني:298ـ299, باب أحكام
الأنبياء, فصل في عصمة الأنبياء.