responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 214
وأيضاً إذا أمكن بسبب كثرة حواسّهم وآلاتهم, واختلاف دواعيهم وإرادتهم, وقوع الشرّ والفساد في أثناء ملاقاتهم ومعاملاتهم، لأنَّ جرَّ النفع مركوز في طبيعة كلّ واحد ـ كما قرّرنا ـ فتنبيههم على كيفيّة معاشرتهم, وحسن معاملتهم, وانتظام أمور معاشهم, بوضع السنّة فيما بينهم، التي تسمّى شريعة([813]), لطف واجب على الله تعالى. وبهذا التقرير ظهر حُسن التكليف أيضاً؛ لأنَّ القيام بوظائف التكليف في الأوقات المختلفة, مـمّا يُوجِب تذكُّر أحوال النبيّ, الواضع لتلك السُـنّة, وتذكُّر أحواله وملاحظة قوانينه الموضوعة تبعث المكلَّف على الإنقياد للسنّة الصادرة منه, ويستديم بذلك انتظام أمر الإجتماع، ولـمّا كان هنا مظنّة سؤال, بأن يقال: اللازم مـمّا ذكرتم أنّه لابدّ من شارع ذي معجز.

وأمّـا أَنَّ ذلك يجب؛ كونه من البشر كما هو المدّعى فلا. أشار إلى جوابه، بقوله: ولـمّا كان الباري سبحانه غير قابل للإشارة الحسّية ـ كما مرّ في نفي المكان والجهة ـ فتنبيههم ـ أي العبيد بالمصالح والمفاسد ـ بغير واسطة مخلوق مثلهم في البشرية غير ممكن، فبعثة الرُّسل من البشر واجبة عقلاً؛ ليمكّن إيصال الأحكام إلى البشر، وإلى هذا يشير قوله تعالى: (قُلْ لَوْ كَانَ فِي


[813] الشرع: ما حمّل الله تعالى النبيّ وأمره بأدائه, وألزم الناس القيام به. الحدود لقطب الدين النيسابوري: 86, وانظر: التعريفات للجرجاني:202.

نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست