responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 212
صفات الواجب ـ المستفادة من السمع, كالسمع والبصر والكلام، وكثير من وظائف العبادات السمعية كالصلاة وغيرها، ومعرفة النافع والضّار من الأغذية والأدوية, التي لا تفي التجربة بها إلّا بعد الأدوار والأزمان، ومع ذلك الإشتغال بتحصيل تلك المعرفة يوجب إتعاب النفس, وتعطّل الصناعات الضرورية, والشغل عن مصالح المعاش, ومفاسدهم بحسب الدارَين, مـمّا لا تستقلّ عقولهم بإدراكه ـ كما ذكرنا ـ وتأييدهم فيما يستقلّ بإدراكه, كالعلم([809]) باحتياج العالم إلى صانع حكيم واحد, لينقطع عذر المكلَّف بالكلّية, لطف واجب على الله تعالى, أي مناسب لحكمته.

واعلم أنَّ لحكماء الإسلام طريقاً آخر في بيان حُسن البعثة، وبيانه: إنَّ الله تعالى خلق الإنسان بحيث لا يستقلّ وحده بأمر معاشه؛ لأنّه محتاج إلى غذاء ولباس ومسكن وسلاح, كلّها صناعي، ليس كسائر الحيوانات, التي يكون ما يحتاج إليه من الغذاء والمسكن طبيعياً، والشخص الواحد لا يمكنه القيام بإصلاح تلك الأمور, إلّا في مدّة لا يمكن أن يعيش تلك المدّة، وإن أمكن فهو متعسّر جدّاً, لكنّها متيسّرة لجماعة يتعاضدون ويتشاركون في تحصيلها، بحيث يزرع ذاك لهذا, أو يخبز هذا لذاك, ويخيط واحد لآخر، وعلى هذا قياس سائر الأمور، فيتمّ أمر معاش كلّ بني نوعه باجتماع ومعارضة ومعاوضة، فإذن الإنسان محتاج الى إجتماع يتيسّر بسببه المعارضة والمعاوضة، ولذلك قيل: الإنسان مدنيّ بالطبع, أي محتاج بالطبع([810]) إلى الإجتماع المسمّى بالتمدّن، والتمّدن ـ عندهم ـ:


[809] قوله: (كالعلم) سقط من ش.

[810] قوله: (بالطبع) سقط من ش.

نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست