إمكان الإمتثال([781])، فيكون عبثاً يجب نفيه عن الحكيم.
أصل: في أنَّ اللطف([782]) هل هو واجب على الله تعالى أو لا ؟.
ذهب
الأشاعرة إلى الثاني, بناءً على أنّه لا يجب على الله تعالى شيء([783])، والشيعة والمعتزلة إلى الأول([784])، واختاره المصنِّف واستدلّ عليه بأنَّه: إذا
علم الباري تعالى أنّ العبيد لا يمتثلون التكليف ـ أي لا يمكن لهم الإمتثال ـ إلّا
بفعلٍ حسنٍ يفعله الله،
كخلق القدرة للعبد, وإكمال العقل، وتهيئة أسباب الطاعة، مثل إرسال الأنبياء,
وإنزال الكتب, وَجَبَ صدوره([785]) ـ أي ذلك الفعل الحسن ـ
[781]
قال علي بن نصر الله: الذي هو الغرض من التكليف, فينتقض غرضه من التكليف, ونقض
الغرض نقص يجب تنزيهه تعالى عنه, فيقبح التكليف بما لا يطاق, فلا يصدر منه تعالى.
(حاشية ح).
[782]
اللطف: ما عنده يختار المكلّف الطاعة, أو يكون أقرب إلى اختيارها, ولولاه لـمّا
كان أقرب إلى اختيارها, مع تمكّنه في الحالين. رسائل الشريف المرتضى:2/280, الحدود
والحقائق. وانظر: الحدود للنيسابوري:101. الحدود والحقائق للبريدي:26.
[783]
اُنظر: الأربعين في أصول الدين للرازي:2/263, مسألة 39, الفصل الثاني. أبكار
الأفكار للآمدي:4/351, القاعدة السادسة, الأصل الثالث, الفصل الأول.
[784]
اُنظر: قواعد المرام في علم الكلام للبحراني:117ـ 118, الركن الثاني, البحث الأول.
كشف المراد للعلّامة الحلّي:303, المقصد الثالث, الفصل الثالث, المسألة الثانية
عشر: في اللطف, شرح الاصول الخمسة للقاضي عبد الجبار: 352ـ353, الأصل الثاني,
الفصل الثاني: في العدل.
[785]
قال الحبلرودي: في الحكمة الإلهية. (حاشية ح).