responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 195
وإرادته بالضرورة, فيكون فعله باختياره؛ لأنـَّا لا نريد بالإختيار إلّا هذا القدر ـ أعني كون الفعل تابعاً لإرادته وداعيه ـ وبعد ظهور كون فعله ـ أي العبد ـ تابعاً لداعيه وإرادته، أنْ سمّوه إيجاباً؛ لكون الآلات من القدرة والإرادة صادرة من الله تعالى([736]كان ذلك منازعة في مجرّد التسمية لا في المعنى، فإنـَّا نقول: العبد مختار في فعله، بمعنى أنَّ فعله تابع لقدرته وإرادته، وأنتم تقولون: إنّه غير مختار، بمعنى أنَّ قدرته مخلوقة لله تعالى، ولا مضايقة فيها ـ أي في التسمية ـ إذ لكلّ أحد أن يصطلح على ما يشاء، ولو قالوا ـ يعني المجبرة ـ في تقرير الشبهة: إنَّ الله تعالى خلق العبيد فوجد منهم الفعل، ولو لم يخلقهم لـمّا كانت الأفعال ـ أي لـمّا وُجِدت ـ ولـمّا خلقهم كانت وثبتت الأفعال منهم، فيكون هو تعالى فاعلاً بعيداً لها ـ أي لتلك الأفعال ـ لأنَّ فاعل السبب هو فاعل المسبّب، كان جواب لو في قوله: ولو قالوا مثل قولهم الأول في إيهام الإيجاب دون الجبر، وأسهل في ذلك, ولم يحتج إلى إثبات أنَّ القدرة والإرادة من الله تعالى([737])، لكن لا يخفى على العاقل ما فيه من الضعف([738])؛ لأنَّ الكلام في المباشر القريب للأفعال, هل هو الله تعالى أو العبيد؟ فإثبات أنَّ مباشره البعيد هو الله تعالى نصب الدليل في غير محلّ النزاع, فيكون باطلاً([739]).


[736] قال الحبلرودي: ولزوم وجود الفعل بوجودها وامتناعه مع عدمها. (حاشية ح).

[737] في حاشية ح: دونهم, بخلاف الأول لاحتياجه إلى إثبات ذلك.

[738] قال الحبلرودي: والفساد وعدم دلالته على الجبر أصلاً, بل المتخيل منه الإيجاب المجاب عنه: بأنَّ فاعل السبب ليس فاعل المسبّب الأول. (حاشية ح).

[739] اُنظر: كشف المراد للعلّامة الحلّي:286, المقصد الثالث, الفصل الثالث, المسألة السادسة.

نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست