الخردلة, وإنّه مكابرة. ونقول
أيضاً: إن وجد شيء من
القبائح في العالم، فالعبيد موجِدوا أفعالهم بالقدرة والإختيار، والملزوم ـ أعني وجود شيء([719]) من القبائح ـ ثابت
بالضرورة, وباعتراف الخصم أيضاً، فكذا اللازم يكون ثابتاً.
بيان الملازمة: إنّا بينّا أَنَّ فعل القبيح محال على الواجب، فيكون فاعله ـ أي القبيح ـ غيره ـ أي غير([720]) الواجب ـ وإذا ثبت أنَّ فاعل القبيح هو العبد, فكذا فاعل الحسن؛ لعدم القائل بالفصل([721])، ولأنـَّا نعلم بالضرورة أنَّ فاعل القبيح هو فاعل الحسن لا شخصاً آخر، فإنَّ الذي كذّبَ هو الذي صدّقَ, والمنازعة فيه مكابرة.
وعن الحسن
البصري([722]): بعث الله محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم إلى
العرب وهم قدَرية, يحمّلون ذنوبهم على الله تعالى، ويصدّقه قوله تعالى: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا
وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا) ([723])([724]). وقد عرفت معنى القدَرية, ومن الموصوف بها.