وثانيها:
تهذيب الباطن عن الملكات الرديئة([673])، ونفض آثار شواغله عن عالم الغيب.
وثالثها:
ما يحصل بعد الإتّصال بعالم الغيب([674])، وهي تحلّي النفس بالصور القدسية الخالصة عن
شوائب الشكوك والأوهام.
ورابعها: ما يسنح لها عقيب ملكة الإتصال والإنفصال
عن نفسه بالكلّية, وهو ملاحظة جمال الله([675]) وجلاله([676])، وقصر النظر على كماله, حتى يرى([677]) كلّ قدرة مضمحلّة في جنب قدرته تعالى
الكاملة، وكلّ علم مستغرق في علمه الشامل، بل كلّ وجود وكمال هو فائض من جنابه([678])، ويوجّه
همّته بكلّيتها إلى
[671]
في حاشية ح: عن ارتكاب القبائح والإخلال بالواجب, باستعمال الشرائع النبوية.
[672]
في حاشية ح: جمع ناموس, والناموس في اللغة: التكلّم في الخلوة. وهنا إشارة
إلى تكلّم الله تعالى مع جبرئيل عليه السلام ليبلّغه إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم, فالشرائع النبوية والنواميس الإلهية واحد في المعنى, ومختلف في الإعتبار.
[673]
في حاشية ح: أي عيوب الباطن, كالحقد, والحسد, والجهل, وغير ذلك.
[674]
في حاشية ح: هو عالم المجرّدات, لأنّ النفس مجرّدة وهي بمقتضى طبعها تقتضي
الإنجذاب إلى عالمها؛ لأنّها كانت موجودة هناك ثمّ هبطت منه ثمّ تتوجّه إليه.