الإضافات، فلا يكون قوله: أو يحصل... إلى آخره, تكرار([647])، تعالى
الله عن ذلك الوصف,
الذي يوجد بسبب تلك الإضافة، ولا يليق بذاته, علواً
كبيراً.
إعلم أنَّ
للإنسان قوة نظرية كمالها معرفة الحقائق كما هي، وعملية كمالها القيام بالأمور على
ما ينبغي, تحصيلاً لسعادة الدارين، واتّفقت الملّة والفلسفة على أنَّ كمال الإنسان
إنـّما هو بتكمّل قوَّتَيه من جهة العلم والعمل، وأنَّ السعادة العظمى, والمرتبة
العليا له([648]), معرفة الصانع بما له من صفات الكمال،
والتنزّه عن النقصان, وبما صدر عنه من الآثار والأفعال في النشأة الأولى والآخرة،
وبالجملة معرفة المبدأ والمعاد المشار إليه بالإيمان بالله واليوم الآخر، وما أحسن
ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام, من أنّ المعتبر من كمال القوة العملية ما
به نظام المعاش, ونجاة المعاد, ومن النظرية العلم بالمبدأ والمعاد, وما بينهما من
جهة النظر والإعتبار، حيث قال عليه السلام: رحم
الله امرىء أخذ لنفسه, واستعدّ لرمسه([649]), وعلم أنّه من أين؟ وفي أين؟ وإلى أين؟([650])([651]) والطريق إلى
[647]
في م: (هذا جواب سؤال مقدّر تقديره أنّ الوصف الثبوتي والنعت واحد, فما
الفائدة في التكرار؟ أجيب بأنّ الوصف الثبوتي: ما لا يكون السلب داخلاً في مفهومه,
كالوجود, والربوبية, أي كلّ ما هو ينسب إليه تعالى ولا وجود له في الخارج, بل
معتبر عند العقل, بخلاف النعت الذاتي فإنّه: صفة موجودة عند القائلين بها) من
الشارح رحمه الله .