وقالوا: (لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) ([575]) وإنـّما نسبها إلى نفسه في قوله (أَرِنِي) ([576]) ليمنع عن الرؤية, فيعلم قومه امتناعها
بالنسبة إليهم بالطريق الأَوْلى، وفيه مبالغة لقطع طمعهم, وفي أخذ الصاعقة([577]) لهم دلالة على استحالة المسؤول.
وعن الثاني: إنَّ حال نظر موسى عليه السلام إلى الجبل لم يكن الجبل
مستقرّاً، وإلّا لحصلت الرؤية؛ لوجوب حصول المشروط عند حصول الشرط، ولم يحصل بالإتّفاق
فيكون متحركاً، إذ لا واسطة بينهما، فإذن حينما علّق الله الرؤية باستقرار الجبل
كان متحركاً، واستقرار المتحرّك من حيث هو متحرّك محال، فالتعليق عليه لا يدلّ على
إمكان المعلّق, بل على استحالته، ثمّ أشار المصنِّف إشارة إجمالية, إلى جواب كلّ
ما استدلّ به على الرؤية من الظواهر السمعية, بقوله: وكلّ ما ورد ممّا ظاهره الرؤية, مثل قوله صلى الله
عليه وآله وسلم : سترون
ربّكم يوم القيامة([578]), كما ترون القمر ليلة
البدر([579])، وقول أمير المؤمنين
عليه السلام ـ حين سُئل عن رؤية