وبعض
المعتزلة([537])، والأول مذهب الشيعة وأبي الحسين البصري
والكعبي واختاره المصنِّف([538]), وقال: علمه
تعالى بالمدركات ـ
أعني المحسوسات بالحواس الخمس ـ الظاهرة يسمّى
إدراكاً, وإنـّما
قيّدنا الحواس بالظاهرة؛ لأنّ الحواسّ الباطنة([539])ممّا لا يقول به المتكلّم, لأنّ أدلّتها مبنيّة على أصول فلسفية, لا تتمّ
على قاعدة الإسلام, وعلمه بالمسموعات
والمبصرات([540])يسمّى
سمعاً
[537] اُنظر: نهاية الإقدام للشهرستاني:192, القاعدة 15 في كون الباري سميعاً بصيراً, شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد
الجبار:109, الأصل الأول, فصل: والغرض به الكلام في كونه تعالى سميعاً بصيراً,
الفائق في أصول الدين للخوارزمي:36ـ37, باب القول في كونه تعالى سميعاً بصيراً.
[538] اُنظر: أوائل المقالات للشيخ المفيد:13, القول في وصف الباري بأنّه
سميع بصير ومدرك, قواعد العقائد لنصير الدين الطوسي:58, الباب الثاني: في صفاته
تعالى, سمعه وبصره تعالى, نهاية الإقدام للشهرستاني:192, القاعدة 15 في كون الباري سميعاً بصيراً, أبكار الأفكار للآمدي:5/50, الفصل
الرابع, كبار الفرق الإسلامية, الخيّاطية.
[539] قال ملّا خضر
الحبلرودي: هي الحسّ المشترك والخيال والواهمة والحافظة والمتصرّفة, فالحسّ
المشترك: قوّة مرتّبة في مقدّم التجويف الأول, تقبل جميع الصور المنطبعة في
الحواسّ الخمس الظاهرة, ولذا سمّي حسّاً مشتركاً. والخيال: قوّة مرتّبة في مؤخّر
التجويف الأول, تحفظ جميع صور المحسوسات بعد غيبوبتها عن الحسّ المشترك, فهي
خزانته. والواهمة: قوّة مرتّبة في آخر التجويف الأوسط, تدرك المعاني الجزئية
الموجودة في المحسوسات, كالصداقة والعداوة لزيد مثلاً. والحافظة: قوّة مرتّبة في
أول التجويف الآخر, تحفظ ما تدركه القوة الواهمة, فهي خزانتها, والمتصرّفة: قوّة
مرتّبة في آخر البطن الأوسط من الدماغ, من شأنها تركيب بعض ما في الخيال أو
الحافظة مع بعض, وتفصيل بعض عن بعض. (حاشية ح).
[540] قال الحبلرودي: فإن قلتَ: العلم بالمسموعات والمبصرات مندرج تحت
العلم بالمدركات, فأيّ فائدة في تخصيص السمع والبصر بالذكر مع ذكر الإدراك؟ قلتُ:
فائدة التخصيص التنبيه على اختصاصها بالورود في الشرع المطهر من بين أنواع
الإدراك. (حاشية ح).
وقال المقداد: ودليل علمه
بالمسموعات والمبصرات والمدركات كونه عالماً بكلّ معلوم, الذي هذه المدركات من
جملتها, فيكون عالماً بها, وهو المطلوب. اُنظر: الأنوار الجلالية:9, الفصل الأول,
التوحيد.