العلم
والقدرة, أو غيرها, فقد عرفت الخلاف فيه, والبارىء
سبحانه ثبت أنـّه قادر عالم بلا خلاف, إلّا من شرذمة لا يعبأ بهم وقد عرفتهم, فوجب
أن يكون حيّاً.
فائدة أخرى تشتمل على تحقيق معنى إرادته وسمعه
وبصره, وفيها مسألتان:
الأولى: في
بيان معنى إرادته. قال الحكماء([512]): إرادته([513]) هي نفس علمه بوجه النظام الأكمل, ويسمّونه
عناية([514]). وقال النجّار([515]): إرادته أمرٌ عدمي, أعني
[512] قال ملّا خضر الحبلرودي: عند الحكماء إرادته تعالى عبارة عن علمه
المحيط بجميع الموجودات من الأزل إلى الأبد, وبأنّه كيف ينبغي أن يكون نظام
الوجود, حتى يكون على الوجه الأكمل, وبأنّ صدور الموجودات على هذه الكيفية واجب
عنه, حتى يكون الموجود وفق المعلوم على أحسن النظام, من غير قصد وطلب, ويسمّون هذا
العلم عناية.(حاشية ح).
[514] اُنظر: التعليقات لابن سينا:11ـ13. أجوبة المسائل النصيرية لنصير
الدين الطوسي:101, أجوبة مسائل علي بن سليمان البحراني, المسائل الأربع والعشرون,
المسألة الثانية عشرة.
[515]
النجار: هو الحسين بن محمد بن عبد الله النّجار الرازي, رأس الفرقة (النجّارية) من
المعتزلة وإليه نسبتها, وقد افترقوا ثلاث فرق وهم: البرغوثية, والزعفرانية,
والمستدركة. وكان النجار من متكلّمي المجبّرة وله مع النظّام عدّة مناظرات, وله
كتب منها: (البدل) في الكلام و(المخلوق) و(إثبات الرسل) وغير ذلك, توفي نحو (220
هـ). اُنظر: فهرست ابن النديم:229. الاعلأم للزركلي:2/253.