والجواب
عن الشبهة: إنّما يلزم ما ذكروه ـ في صيرورته محلاً للحوادث ـ على
تقدير كون علمه تعالى زائداً على ذاته([495]), ويكون عبارة عن حصول الصورة المذكورة, وأمّا
إذا كان علمه عين ذاته
ـ كما هو رأي الشيعة([496]) ـ. أو صفة حقيقية قائمة بذاته, ذات تعلّقات
بالمعلومات([497]) ـ كما هو رأي الأشاعرة ـ, لم
يتغاير العلم بتغاير([498])الإعتبار([499]) في
المعلوم, والتغيّر في التعلّقات والإضافات جائز, كيف والله تعالى كان قبل
الموجودات, وهو معها, وسيكون بعدها, فلا يلزم تغيّر علمه تعالى, بل تتغيّر تعلّقات
علمه؛ لأنـّا نعلم
بالضرورة أنَّ من عَلِمَ متغيّراً لم يلزم من تغيّره تغير ذاته,ولا يخفى أنَّ طَريقَي
المتكلّمين في بيان عالميته تعالى جاريان في الكلّيات والجزئيّات, فإنالجزئيّات أيضاً صادرة عنه بالإختيار, وهي
محكمة متقنة, فيكون عالماً بها([500]).
فائدة: في تحقيق معنى الحياة وأنّه تعالى حيٌّ.فنقول:
اتّفق أهل الملل وغيرهم أنّه تعالى حيٌّ؛ لأنـَّه عالم قادر, وكلّ عالم قادر حيٌّ
بالضرورة, لكن
[495]
قال المقداد: وهو باطل كما سيجيء, بل علمهُ عندنا نفس ذاته المقدّسة. الأنوار
الجلالية:87, الفصل الأول, التوحيد.
[496]
اُنظر: التعليق للمقري النيسابوري:50. كشف المراد للعلّامة الحلّي:265, المسألة
الثاني: في أنه تعالى عالم. اللوامع الإلهية للمقداد السيوري:207.