responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 132
المتغيّرة من حيث هي جزئية, وجواب شبهة لهم في هذه الدعوى.

قالت الفلاسفة: البارىء تعالى لا يعلم الجزئي الزماني ـ أي الواقع في الزمان ـ يعني المتغيّر, وقالوا: لا يعلمه على وجه جزئي, بل يعلمه بالوجه الكلّي, وبيانه بمثال: إنّا إذا فرضنا سجلاً مكتوباً, يشتمل([480]) على سطور, فيها كلمات متألّفة من حروف, فالعالم بمضمون السجل وسطورها دفعة, يكون عالماً بما فيه على وجه كلّي لا يتغيّر أصلاً, بل هو ثابت وإنْ تغيّر السجل عن حاله, والذي ينظر فيه منتقلاً من سطر إلى سطر, بل من كلمة إلى كلمة ومن حرف إلى حرف, من غير أن يتمثّل تفاصيل سطورها وكلماتها دفعة, بل على الترتيب الزماني, واحداً بعد واحد, يكون عالماً بما فيه على وجه يتغيّر بتغيّر تلك المدركات.

إذا تمهّد هذا فنقول: علمه تعالى بالجزئيات([481]) على الوجه الأول ـ أي


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[480] في ث: (تشتمل كتابته).

[481] قال الشيخ في الإشارات: للجزئيات اعتباران: من حيث هي طبائع, ومن حيث هي متخصصة بتخصيصات, فتعقّلها من حيث هي طبائع تعقّلها على وجه كلّي, وتعقّلها من حيث هي متخصّصة على وجه جزئي, والباري تعالى عندهم لا يعلمها بالحيثية الثانية, أي من حيث إنَّ بعضها واقع الآن, وبعضها واقع في الزمان الماضي, وبعضها في المستقبل, فإنَّ العلم بالجزئيات ـ من هذه الحيثية ـ يتغيّر بحسب تغيّر الماضي والمستقبل والحال, وإن وجب علمه بها وبالأزمنة الواقعة هي فيها بالحيثية الأولى, علماً متعالياً عن الدخول تحت الأزمنة, ثابتاً أبد الدهر. اُنظر: الإشارات والتنبيهات لابن سينا: 332ـ333. شرح الإشارات والتنبيهات لنصير الدين الطوسي:3/308ـ309.

نام کتاب : شرح الفصول النصيرية نویسنده : عبد الوهاب بن علي الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست