والإمكان الذاتي, وتعقّل الواجب تعالى, وتعقّل ذاته ـ أي العقل ـ ولذلك ـ أي لوجود الكثرة في العقل ـ صدر عنه عقل آخر, باعتبار الوجوب بالغير, ونفس فلكية([429]), باعتبار تعقّل الواجب, وفلك
مركّب من الهيولى والصورة, باعتبار الإمكان الذاتي([430]), وتعقّل الذات([431]). وإنَّما قلنا: إنَّ صدورها([432]) عنه([433]) على هذا الوجه, إسناداً للأشرف إلى الجهة
الأشرف, والأخسّ إلى الأخسّ, فإنّه أحرى وأخلق, وكذلك يصدر من العقل الثاني, عقل
ثالث, ونفس ثانية, وفلك ثان([434]), وهكذا, ولابدَّ من الإنتهاء إلى جوهر عقلي
وجرم سماوي, إذ لو استمرّ ذلك لزم التسلسل, ولا يجوز أن تنقطع العقول قبل انقطاع
السماويات, وإلّا لبقيت بعض السماويات غير مستندة إلى علّة, فالعقول ليست أقلّ
عدداً من الأفلاك, فتنتهي إلى العقل العاشر, الذي هو في مرتبة التاسع من الأفلاك([435]) ـ أعني فلك القمر([436]) ـ
[429]
النفس الفلكية: هي الفاعل الذي يشعر بفعله مع تعقّل وعلم, ويكون فعله متّحد. رسائل
إبن سينا:250. وهي: التي تصدر عنها أفعال غير مختلفة بإرادة. شرح الإشارات
والتنبيهات لنصير الدين الطوسي:2/414, النمط الثالث, إشارةٌ في بيان أنّ الحركة
المستديرية الفلكية.