والحاصل
أنَّ الصادر الأول عنه تعالى واحد, مستقلّ بالوجود والتأثير, وغير العقل ليس كذلك؛
لانتفاء القيد الأول([421]) في الجسم, والثاني في الهيولى والصورة([422])والعرض([423]), والثالث في النفس([424]). هذا وقال بعضهم: وجه الجمع بين الحديث
المذكور([425]) وبين الحديثين الآخرين: أول
ما خلق الله القلم([426]) وأول
ما خلق الله نوري([427]) أنَّ
المعلول الأول من حيث إنّه مجرّد يعقل ذاته ومبدأه, يسمّى: عقلاً, ومن حيث إنّه
واسطة في صدور سائر الموجودات, ونقوش العلوم, يسمّى: قلماً, ومن حيث توسّطه في
إفاضة أنوار النبوة, كان نوراً لسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم([428]). والعقل فيه كثرة وهي: الوجوب بالغير,
[422] في حاشية ح: هو الإستقلال بالوجود؛ لعدم استقلال كلّ
واحدة منهما بالوجود بدون الأُخرى.
[423] في حاشية ح: لعدم استقلاله بالوجود بدون المحلّ.
والعَرَض: ما يوجد في الجوهر من غير تجاوز؛
إحترازاً عن وجود المظروف في الظرف. الرسائل للشريف المرتضى:2/278, رسالةالحدود
والحقائق. وهو: ما يتجدّد وجوده ولم يكن متحيّزاً. الحدود للنيسابوري: 33. وهو:
المحمول الخارج عن ذات الموضوع, لاحقاً له بعد تقوّمه بجميع ذاتياته, كالضاحك
اللاحق للإنسان, والماشي اللاحق للحيوان. المنطق للمظفر:79.
[424]
في حاشية ح: هو الإستقلال بالتأثير, لعدم تأثيرها بدون
الآلات.