جسماً لتركّبه([416]), فلو صدر أولاً لزم تعدّد الصادر في المرتبة
الأولى, ولكان([417]) مقدّماً على الهيولى([418]) والصورة([419]), اللّتان هما جزؤه, مع وجوب تقدّم الجزء على
الكل, ولا أحدجزئيه؛ إذ لا يستقلّ بالوجود دون الآخر([420]), فلا يستقلّ بالتأثير أيضاً, والصادر الأول
مستقلّ بالوجود والتأثير معاً. ولا عرضاً لعدم استقلاله بالوجود دون المحل, فكيف
يوجد قبله ؟! ولا نفساً لعدم استقلاله بالتأثير بدون الآلة ـ التي هي الجسم ـ فلا
يكون سبباً لـمّا بعده, ويجب ذلك في الصادر الأول,
[416]
في حاشية ح: من الهيولى والصورة, فهو ليس بواحد.
[418]
الهيولى: قوة موضوعة لحمل الصور, منفعلة. رسائل الكندي الفلسفية:114. وهي: الجوهر
الذي يوجد معه الجسم بالقوة من جزئيه, كالخشب للسرير. كشف الفوائد للعلّامة
الحلّي:77, الأصل الخامس في الجواهر والأعراض.
وقد
عرَّفها أحد المعاصرين تعريفاً جامعاً مانعاً فقال: الهيولى: مادة أولى غير معيّنة
أصلاً, وبها تشترك الأجسام في كونها أجساماً, وهي بمثابة الرخام أو الخشب قبل أن
يُصنع منهما شيء. اُنظر: مقدّمة المحقق على كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين للفارابي
تحقيق البير نادر:28.
[419]
الصورة: هي في الجسم الجوهر الجسماني, مثل شكل السرير في السرير. السياسة المدنية
للفارابي:28. وهي: الجوهر الحالّ المقوم لمحلّه في الوجود, قواعد المرام
للبحراني:43. وهي: الجوهر الذي يوجد معه الجسم بالفعل من جُزأيه, وهي جزء من ماهية
الجسم, كالصورة الإنسانية للإنسان, والجسمية للجسم. كشف الفوائد للعلّامة
الحلّي:76. وعرّف البير نادر الصورة, قائلاً: وهي المبدأ الذي يُعَيّن الهيولى
ويعطيها ماهية خاصة, ويجعلها شيئاً واحداً. مقدمة المحقق على كتاب الجمع بين رأيي
الحكيمين للفارابي تحقيق البير نادر:28.
[420] في حاشية ث: إذ الهيولى في التحقق محتاج إلى الصورة,
والصورة في الحلول محتاجة إلى الهيولى.