والجواب: إنَّ ذلك لا يفيد إلّا زيادة مفهوم
العالم والقادر ونظائرهما على الذات([356]), ولا نزاع في ذلك, أمّا زيادة ما صدق عليه
هذا المفهوم([357]) على حقيقته فلا([358]). فمنشأه عدم الفرق بين مفهوم الشيء وما صدق
هو عليه.
والدليل
العام على نفي الصفات الزائدة أن يقال: لو كان علمه وقدرته ـ مثلاً ـ صفتين
موجودتين لكانتا ممكنتين؛ لاحتياجهما إلى الموصوف الذي هو ذاته, وكلّ ممكن حادث
فتكون ذاته محلاً للحوادث, وإنّه محال, ولا يعقل كونهما([359]) قائمتين بغيره مع كونهما صفتين له, وأيضاً
إذا كانتا حادثتين فلابدَّ لهما من مُوجِد([360]), فإن كان غير الواجب يلزم افتقار الواجب ـ
في صفاته الحقيقية ـ إلى غيره وهو محال([361]), على أنّا نقول: ذلك الغير لابدَّ أن يستند
إلى الواجب
[355]
اُنظر: الملل والنحل للشهرستاني:40 ـ 41/الأشعرية. قواعد المرام للبحراني: 87 ـ 88,
101. كشف المراد للعلّامة الحلّي:274/ المقصد الثالث في إثبات الصانع, الفصل
الثاني في صفاته, المسألة 19 في نفي المعاني والأحوال عنه تعالى.
[356]
العبارة التي ذكرها المصنّف توهم القاريء, والصحيح أن يقال: «لا يفيد إلّا مغايرة
مفهوم العالم والقادر ونظائرهما للذات بالاعتبار».
[357]
قوله: (في ذلك أمّا زيادة ما صدق عليه هذا المفهوم) لم يرد في ث.
[358]
للمزيد من التفصيل, اُنظر: كشف الفوائد للعلّامة الحلّي:196ـ197, الباب الثاني,
الصفات الثبوتية, الوحدانية. التعليق في علم الكلام لقطب الدين النيسابوري:45ـ50.