responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 98
وهذا القول له دلالة واضحة على إمكانية غلبة هذه الفئة القليلة التي أحاط بها أكثر من ثلاثين ألفاً وعلى هزمهم شر هزيمة، بل يفيد قول قائد الجيش «ولو خرجتم عليهم وحداناً لأتوا عليكم»، عن قدرة أصحاب الحسين من القضاء على هذا الجمع الغفير فيما لو أخذوا يبارزونهم فرادى.

ولذلك نراهم كم من مرة ومرة حملوا على أصحاب الإمام الحسين عليه السلام من كل جانب وبخاصة فرق الفرسان، ومع ذلك لم يتمكنوا من كسر صفوفهم والنيل من ثباتهم.

يقول الطبري([194]): وقاتلهم أصحاب الحسين -عليه السلام - قتالاً شديداً وأخذت خيلهم تحمل، وإنما هم اثنان وثلاثون فارساً وأخذت لا تحمل على جانب من خيل أهل الكوفة إلا كشفته فلما رأى ذلك عزرة بن قيس، وهو على خيل أهل الكوفة أن خيله تنكشف من كل جانب بعث عمر بن سعد، عبد الرحمن بن حصن، فقال: أما ترى ما تلقى خيلي مذ اليوم من هذه العدة اليسيرة! أبعث إليهم الرجال والرماة.

فدعا عمر بن سعد، الحصين بن تميم، فبعث معه المجففة([195]) وخمسمائة من المرامية، فأقبلوا حتى إذا دنوا من الحسين وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وصاروا رجالة كلهم([196]).


[194] هو محمد بن جرير بن يزيد بن خال، وقيل يزيد بن كثير بن غالب الطبريّ، ويكنى بأبي جعفر، ولد سنة 224هـ وتوفي سنة 310هـ وقد جاوز الثمانين، وله تصانيف عديدة في الفقه والتفسير والحديث والقراءة وغيرها. راجع: «وفيات الأعيان»: ج4، ص191، معجم المؤلفين لكحالة: ج3، ص895.

[195] قال الطبري: وكان الحصين بن تميم على شرطة عبيد الله بن زياد فبعثه إلى الحسين عليه السلام فولاه عمر مع الشرطة المجففة ليزيد بن معاوية. (الطبري في تاريخه:ج 4، ص336).

والمجففة، هي: صنف من أصناف الدروع يوضع على الخيل ليقيها النبل، فهو أشبه ما يكون بالفرقة المدرعة، فتمسى الخيل التي عليها هذا الدرع بـ(المجففة) والتي لم تكسى به تسمى: (المجردة). وقد استخرجنا هذا المعنى من خلال حديث ابن الأثير في ذكره لخروج الجنيد لغزو طخارستان. (الكامل لابن الأثير: ج 5، ص164).

[196] الكامل لابن الأثير: ج4، ص68. تاريخ الطبري: ج3، ص1046. معالم المدرستين للعسكري: ج 3، ص 105.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست