responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 97
والعلة في ذلك هي: أن يجتمع أكثر من ثلاثين ألفاً([190]) بين فارس وراجل على مجموعة من الرجال لم يبلغوا المائة ومعهم النساء والأطفال فيطبقوا عليهم يقاتلونهم أشد القتال ولم يستثنوا حتى الطفل الرضيع ذي ستة الأشهر؛ بل أعظم من ذلك سحق جسد أبيه بحوافر الخيل([191])!. أمام مرأى بناته وأخواته!.

فأي ملحمة بعد ذلك أعظم من ملحمة الطف.

وفي هذه الصورة الموحشة والقاتمة كقتامة الدماء الممزوجة بالرمال ووهج أشعة الشمس تلألأت صورة للحسن والجمال ألا وهي ثباتُ أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته، حتى أعيوا هذه الجموع، لدرجة أخذ عمرو بن الحجاج - وهو أحد قادة الجيش - يستغيث بعد أن يئس جيشه وفرسانه من فتح ثغرة في صفوف هذه الثبيت([192]) الذين لا يهزمون حتى قرب نصف النهار، فنادى - عمرو بن الحجاج - بأصحابه: أتدرون من تقاتلون؟. تقاتلون فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوماً مستميتين، لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم، والله لو لم ترموهم إلاّ بالحجارة لقتلتموهم!.

فقال عمر بن سعد - القائد العام للجيش -: صدقت، الرأي ما رأيت، أرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم ولو خرجتم إليهم وحداناً لأتوا عليكم([193]).


[190] الأمالي للصدوق: ص177 ، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص238. مثير الأحزان لابن نما الحلي: ص27. البحار: ج45، ص218. اللهوف لابن طاووس: ص19. الخصائص الفاطمية للكجوري: ص433. المجالس الفاخرة للعلامة شرف الدين: ص119.

[191] الإرشاد للمفيد: ج2، ص113. الكامل في التاريخ: ج4، ص 80. أعلام الورى: ج1، ص470. الدر النظيم لابن حاتم: ص558. شرح منهاج الكرامة للميلاني: ص558. تاريخ الطبري: ج6، ص161. مروج الذهب: ج2، ص91. الخطط المقريزية: ج2، ص288. تاريخ الخميس: ج3، ص333.

[192] الثّبتْ والثّبيتُ: الفارس الشجاع.

لسان العرب: ج2، ص19.

[193] تاريخ الطبري: ج3، ص1045. الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج4، ص67. ولم يوردا لفظ (أهل البصائر) وأوردها السيد المقرم في مقتل الإمام الحسين عليه السلام: ص248.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست