responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 96
لا يرى محنته من حيث بواعث الألم والحزن؛ وإنما يراها من حيث الصبر عليها؛ فهو ناظر إلى ذلك الحسن الذي بدا في قلب أيقن أن المقدّر والمفرّج للبلاء هو الله عز وجل.

فكلما كان اليقين أعظم كلما كان جمال الصبر في المحن والمصائب أجمل وأحسن فهو يؤنس الناظر إليه؛ ويواسيه على أمرٍ يراه الناس موحشاً، وهو يراه جميلا؟ لأن مفهومه للجمال يختلف عنهم.

ولذا.. لم يشهد التاريخ محنة ورزية كانت أعظم مما شهدته عاشوراء فيما لو قيست مع مصائبها إلى عظيم مقام صاحب المصيبة عليه السلام عند الله عزوجل.

ولم يشهد التاريخ أيضاً صبراً كالصبر الذي تحمّله سيد الشهداء عليه السلام، ويكفي من الشواهد على ذلك قوله عليه السلام لما ذبح ولده الرضيع وهو في حجره: «هوّن ما نزل بي انه بعين الله تعالى»([188]).

ولكونه بعين الله تعالى فقد تجلى جمال الصبر أرقى درجات التجلي فكان هو المصدر الذي هوّن نزول المصيبة.

المشهد الخامس: جمال الملحمة في الثّبات

ذكر أصحاب اللغة في بيان: «الملحمة» بأنها الحرب ذات القتل الشديد([189]).

ولو تصفحنا تاريخ الأمم، وبحثنا عن الملاحم التي أدت إلى انهيار الدول أو انكسار الجيوش، ونظرنا إلى القتل الشديد الذي سجلته هذه الملاحم في ذاكرة الشعوب؛ لوجدنا أن أشد الملاحم قتلاً هي ملحمة الطف.


[188] مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، للسيد المقرم رحمه الله: ص 288.

[189] لسان العرب لابن منظور: ج12، ص537.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست