responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 86
تعددتْ المشاهد الجمالية في ساحة الطف فهي بين جمال الشكل والهيئة كما مرّ بيانه، وبين جمال القيم الإنسانية والمواقف الحياتية.

وعندما نقول: «حياتية» فهذا يعني أن كل موقف من هذه المواقف أسس لحياة جديدة على الأرض؛ أو أزال عوامل الهلاك عن منبع من منابع الحياة على هذا الكوكب؛ ونقصد به الإنسان الذي إذا صلح، صلح به كل شيء.

ولذلك.. من العسير أن تحصى جميع المشاهد الجمالية في يوم عاشوراء والسبب في ذلك: هو أن النظرة إلى الجمال تختلف بين الناظرين، وتشخيص الجمال وتعيينه يعتمد على الحس الوجداني عند الناظر، فمنهم من يرى أن لا وجود لهذا الجمال؛ ومنهم من يرى أنه موجود في كل ذرة من تراب أرض الطف كشريط جينة وراثية اختزنت في مكنونها العديد من المشاهد الجمالية التي ظهرت في هذا اليوم. ومنهم من يرى أن الجمال في عاشوراء يدور حول الحسين عليه السلام كما يدور النيترون حول النواة فهو لا ينفك عنها لأنها مصدر طاقته وإلهامه في دورانه.

ولذلك: بدا مفهوم الجمال عند من ينظر إلى عاشوراء مختلفاً أيضاً لان عاشوراء لم تظهر بين مكوناتها صوراً للجمال فقط، وإنما كانت مسرحاً ظهرت عليه كل الصور الحياتية، ليدل بعضها على بعض فمعرفة الجمال وتشخيصه وفهمه يدل على القبيح وتشخيصه وفهمه.

ومن هنا:

مثلما كانت كربلاء فريدةً في مصائبها ورزاياها وآلامها كانت فريدة أيضاً في جمعها لمشاهد الجمال والقبح. صور تقابلها صور، يدل جميلها على قبيحها؛ وقبيحها على جميلها؛ كما يدل قبح الظلم على جمال العدل، وجمال الصدق على قبح الكذب.

ولذا بدا فيها:

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست