نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 84
ويبدو أن العباس بن علي عليهما السلام حمل من جمال أبيه أمير المؤمنين عليه
السلام الذي شبه حسن وجه كأنه: «القمر
ليلة البدر»([168])أو (البدر ليلة تمامه)؛ وحمل أيضاً من جمال
جده عبد المطلب الذي خطف حسنه وجمال وجه بصر أبرهة حينما قدم لهدم البيت الحرام
وهو ينظر إلى وسامة عبد المطلب عليه السلام، فقد كان وسيماً جسيماً([169]).
ولذلك فقد جمع العباس بن علي عليهما السلام من المكونات الجمالية ما لا يملكها أحد من الرجال فكان
جماله ليس له نظير حتى وصفه الواصف بقوله: «لقد كان
العباس رجلاً وسيما جسيماً يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض»([170]).
والوسيم هو: الثابت الحسن كأنه قد
وسم؛ وفلان وسيم، أي: حسن الوجه وسيما([171]).
وأما المعنى الجمالي المراد من وصفه
بركوب الفرس المطهم هو: أن المطهّم من الخيل: الحسن التامّ كلّ شيء منه على حدته
فهو بارع الجمال([172]).
وهذا يدلل على أن أبا الفضل العباس عليه
السلام كان يمتاز بميزة خاصة وهي الطول الفارع بحيث أن ركوبه على الفرس التامة
الجميلة لم تمنع - مع علوها - قدمي أبي الفضل أن تخطا في الأرض.
[168]
هذا الوصف وغيره ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب: ج 7، ص 297، نقلاً عن ابن عبد
البر وقد مرّ بيان بقية المصادر في صفة جمال أمير المؤمنين عليه السلام .
[169]
تاريخ الطبري: ج 1، ص 53، ط الأعلمي. تفسير أبي السعود: ج 9، ص200.
[170]
مقاتل الطالبيين للأصفهاني: ص 56. البحار: ج 45، ص 39. العوالم - الإمام الحسين
عليه السلام -: ص 282. لواعج الأشجان لمحسن الأمين: ص 179. معالم المدرستين
للعسكري: ج 3، ص129. مستدركات علم الرجال للشاهرودي: ج 4، ص350. مقتل الحسين عليه
السلام لأبي مخنف: ص 176. أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين: ج 7، ص 430.