responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 72
غفل عنه أغلب الفلاسفة، وأعني إدراك الجمال والإحساس به متلازم بمعرفة القبح وإدراكه والإحساس به.

فالمعرفة الحسية لا تستقيم في العقل ما لم يتكامل الفكر في فهم المتضادات والشعور بها وتحسسها فكيف يدرك الجمال ما لم يكن هناك قبح وكيف يتحسس الإنسان لذة الأمان ما لم يكن هناك شعور بالخوف.

ولعل ارتباط الجمال بالفن وبالنسب والمحاكاة والروح المطلق وغيرها كلها مواضع لتحسس الجمال والأنس به ونفرة الإنسان من العيوب والسماجة والتشوية فتندفع الروح وهي لا تملك الخيار لكونها مجبولة على الأنس بالجمال عن غض البصر ومنع العين من النظر إلى كل ما هو قبيح وسمج ومشوه.

فضلاً عن ذلك:

فالعين هي في الحقيقة تبصر الذات والروح من خلال الجمال أو القبح فتأنس بالأول وتنفر من الثاني وهما في هيكل الذات الإنسانية والقيم الأخلاقية (المعروف، واللؤم).

وهو ما أراده عليه السلام في هذه الرؤية الحسينية للجمال في الإنسان والحياة وتتعدد مشاهدها طبيعية أو فنية أو أخلاقية أو فلسفية.

ولذلك:

أنى لهيغل وكانت وديكارت والفارابي وابن رشد ومن قبلهم أرسطو وأفلاطون وغيرهم بالاستغناء عن تلك المعرفة الحسية الجمالية لسيد الشهداء عليه السلام لو كانوا لها مدركين وعليها مطلعين حينما يقول:

«إلهي: ترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك، كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟ أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك! ومتى بعدت حتى تكون الآثار

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست