نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 71
ذلك فهم الإنسان للعبادات الروحية والجسدية المرتكزة على الفكر والفهم
فيكون خاشعا ومتضرعا ومبتهلاً وخائفا وراجيا لله تعالى، وهو التكامل المعرفي
للجمال.
ولعل هيغل ــ وبما منحه الله تعالى
من نعمة التفكر ــ لو نقل إليه القرآن وأحاديث النبي وأهل بيته وتفكر فيهما
لاستبدل لفظ (الروح المطلق) بالله سبحانه.
وذلك أن الحالة التفكرية في الجمال
قادته إلى (أن كل ما في الوجود من ظواهر طبيعية أو مادية أو نظم إنسانية أو فكرية
هي في النهاية مظهر من مظاهر الروح المطلق).
ولا يخفى ــ على أهل المعرفة ــ أن
هذه النتيجة هي من ثمار التوحيد التي حث عليها القرآن الكريم والأحاديث الشريفة
وذلك من خلال وسيلة النظر والتأمل والتفكر.
من هنا:
نجد أن هيغل (قد عد (العين)) أسمى
الحواس عند الإنسان؛ لأنها تحقق له الإبصار، إبصار الذات وإبصار الروح)([144]).
وهذه النتيجة التي خلص إليها هيغل في
منزلة العين وشرافتها على بقية الحواس ودورها في إيصال الإنسان إلى المعرفة الحسية
الجمالية؛ لأنها تحقق إبصار الإنسان لذاته وروحه وما يحيط به من جمال هو عينه الذي
اختزنته كلمات الإمام الحسين عليه السلام.
حينما قال لأصحابه:
«واعلموا أن المعروف مكسب حمداً
ومعقب أجراً؛ فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو
رأيتم اللؤم رأيتموه مجاً قبيحا مشوهاً تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار».
فالعين هي الأساس في تشخيص الجمال والقبح
وهذا التضاد قد